رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَِ **** رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ****رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ****رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ


إفلاس الشركات العملاقة...أهي فرصة للشركات الصغيرة؟
الإفلاس هو إجراء قانوني يجب استخدامه كملجأ أخير لحل المشاكل المالية، بعد أن تكون قد بحثت عن خيارات أخرى.
إن قرار إعلان الإفلاس هو خطوة خطيرة، وفي حالات عدة، هو لا يؤمن لك فتح صفحة جديدة في وضعك الائتماني. وهو سيبقى مسجلاً على بيان ائتمانك لعدد معين من السنين اعتماداً على قوانين الإفلاس في بلدك، وقد يؤثر على إمكانيتك لشراء منزل أو حتى الحصول على تأمين لسيارتك. كما قد لا يسمح لك الإفلاس بالاحتفاظ بأي ملكية إن لم يسدد الرهن بالكامل أو إن وضع الدائن الحجز على هذه الملكية. . هذا على الصعيد الشخصي أما على مستوى الشركات الكبيرة فهو حل معتبر ومهم أحيانا للخروج من الالتزامات التي قد تفرضها عليها قوانين البلد فاحياناً تكون هناك اجراءت خاصة بتسريح العمالة واغلاق بعض المصانع لايمكن اتخاذها دون اعلان الافلاس لانه ستترتب على الشركة احكام قضائية ربما تكلفها أضعاف ما لو استمرت في تشغيل المصنع الخاسر.
نتائج الافلاس:
تختلف قوانين الإفلاس باختلاف البلدان، كما تختلف الموجبات الناتجة عن التقدم بالطلب للإعلان عن الإفلاس. استشر مصرفك أو مستشاريك الماليين أو القانونيين قبل اتخاذك أي قرار. سوف يساعدونك لتقرر إن كان إعلان الإفلاس هو الخيار الوحيد أو إن كانت لديك خيارات بديلة أفضل.
عادة، وفي حال تم إعلان إفلاسك، تعين المحكمة "مندوب رسمي" لإدارة أعمال المفلس، بما في ذلك بيع موجوداته، تسجيل دعاوى الدائنين وتسديد الحصص النسبية لهم. يكون "المندوب الرسمي" موظفاً حكومياً لدى المحكمة.
يستولي "المندوب الرسمي" على كامل موجوداتك وهو مسؤول عن بيعها ودفع الحصص النسبية إلى دائنيك. وإذا كنت موظفاً، على "المندوب الرسمي" أن يقدر المبلغ الذي عليك اقتطاعه لتسديد ديونك، بعد أن يأخذ بعين الاعتبار المبلغ الذي تحتاجه لتأمين معيشتك ومعيشة أولادك.
إذا تم إعلان إفلاسك، قد تفرض عليك الكثير من القيود. قد لا يسمح لك مغادرة بلدك ما لم يوافق "المندوب الرسمي" على ذلك. ولن تتمكن عادة من رفع دعوى قانونية أو متابعة أي دعوى مسبقة. لن تتمتع بالأهلية لتعين أو تعمل عمل الوصي، ولا للمساهمة مباشرة أو غير مباشرة في إدارة شركة أو عمل أو أن تعين مديراً لشركة من دون قرار محكمة يقضي بذلك.
اما بخصوص الشركات الكبيرة والمصانع فيعتبر اعلان الافلاس مخرج قانوني لها يسهل لها تقليص أعمالها وتقليل عدد عمالتها وتقليل المصروفات وتقلل الضغوط التي عليها من الدائنين حيث يصبح المندوب القضائي مكلف بجدولة الديون وترتيبها.

قصة إفلاس كوداك .. أسباب سقوط شركة بعد أكثر من مئة عام من النجاح
كما سمعنا جميعاً ، إفلاس شركة كوداك العريقة في صناعة الكاميرات ، سأحاول في هذه المقالة سرد أسباب فشل هذه الشركة بعد تاريخ حافل بالنجاحات يمتد الى 133 عام . وكيف كان بإمكانها تجنب ما حصل ، وما الدروس المستفادة من هذه الحالة .
تأسست شركة كوداك عام 1892 على يد جورج ايستمان وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال معدات التصوير و مواده وأدواته مقرها الرئيسي في نيويورك .
اشتهرت الشركة بمنتجاتها من أفلام التصوير الضوئي ، خلال القرن الماضي كانت أيقونة هذه الصناعة و وصلت حصتها الى 90 % في السوق الأميركي .
منذ أواخر التسعينيات بدأت الشركة سلسلة من المعاناة المالية نتيجة إنخفاض مبيعات أفلام التصوير لظهور الكاميرات الرقمية ( التقادم التكنولوجي ) . ولم تعد تظهر ضمن قائمة داوجونز لأكبر 30 شركة أميركية منذ 2004 و لم تحقق الشركة أية أرباح تذكر منذ العام 2007 . وكان سعر سهم الشركة المدرج في بورصة نيويورك بلغ أقل من دولار واحد وحذرتها إدارة البورصة من شطب اسمها من القوائم ان استمر الوضع على ما هو عليه .
منذ بدايات الشركة اتبعت استراتيجية تدعى razor-blade strategy وتعني بيع منتجات ( كاميرات ) رخيصة و الحصول على حصة سوقية كبيرة من أفلام و أوراق التحميض . كانت مبادئ عمل الشركة :
إنتاج كبير ، تكلفة منخفضة ، انتشار عالمي ، إعلان قوي ، تركيز على الزبون و النمو من خلال البحث المستمر .
لأن الحالة التي سنتحدث عنها اليوم استراتيجية بإمتياز ، فلايمكن شرحها بغير النظر من هذه الزاوية ، فشركة عمرها 133 عام وعانت من مشاكل في آخر 30 عام من حياتها .. تلك مشاكل استراتيجية حتماً ويجب تحليلها بهذا الشكل ..
السبب الأول : التناقض بين الاستراتيجية المنطقية و الاستراتيجية الإبتكارية .
وقعت الشركة في مأزق المقارنة بين طريقة التفكير العقلانية و طريقة التفكير الإبتكارية لحل المشاكل التي اعترضتها . في حين تركز الطريقة العقلانية على التطبيق الصارم لأساليب حل المشاكل بالمنطق ، بينما تركز الطريقة الإبتكارية على الحدس والبديهة مما يجعل المدراء يستخدمون مهاراتهم الإبتكارية والتفكير بشكل غير تقليدي .
بدأت تتصاعد الصعوبات في 1984 عندما دخلت شركة fuji اليابانية السوق الأمريكية .لكن كوداك رفضت الإقرار بأن المستهلك الأميركي قد يغير شرائه إلى ماركة غريبة عنه . افتتحت فوجي مصنعاً في الولايات المتحدة وبدأت بحصد المزيد من حصة السوق للأفلام و أوراق الطباعة.
وأيضاً في أواخر الثمانينيات تمسكت الشركة بتصور جوهري حول نمط عملها مما جعلها لا تميز التغير الوشيك في الصناعة وهو العصر الرقمي .
تمسك الشركة نابع عن كونها تطبق الاستراتيجية المنطقية في عملها ، حيث إنها كانت الرائدة في صناعتها وتعتقد أن أي تغيير سيحصل لن يؤثر كثيراً عليها .
أما الطريقة الإبتكارية في عمل الشركة ، كان يجب عليها أن تطرح تساؤلات وتصورات حول السيناريو المستقبلي مع هذا التغير الحاصل .
السبب الثاني : التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيئ التدريجي
حتى عندما تضع الشركة استراتيجية عملها ، عليها دائما البحث عن الطريقة المثلى لتطبيقها بما يتوافق مع التغيرات . دائما هناك وجهتا نظر ، الأولى تقول أن التغيير يجب أن يكون تدريجي و ثوري أي يشمل كل نواحي العمل ، و الثانية تعتبر التغيرات يجب أن يتماشى معها بطريقة لطيفة سلسة .
ظهرات المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة سوني أنها سوف تطرح Mavica وهي كاميرا رقمية بدون فيلم ويمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون ويمكن بعدها طباعة الصور على الورق .
رأت كوداك أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها ، وحينها اعترف المدير التنفيذي للشركة أن عليهم التصرف سريعاً لكن من خلال دمج تقنية الأفلام والتحميض مع تكنولوجيا جديدة ! . ( لاحظ عدم قبول التغيير الجذري ) .
رغبت كوداك بالتماشي مع هذا التطور لكن بشكل بطيئ حتى لا تتسبب بالآلام للشركة من خلال التغيير الجذري في نمط العمل . لأنها عملية ليست سهلة أن تتخلى عن إرث 100 عام من الريادة في مجال الأفلام والتحميض الكيماوي وتدخل مجال التكنولوجيا الرقمية الجديدة كلياً .
السبب الثالث : التناقض بين الأسواق و الموارد في الاستراتيجية
طرحت كوداك تساؤلا حول ماهية المورد الحقيقي للميزة التنافسية التي تملكها ؟ هل على الشركة إعادة التموضع بشكل يجعلها تستفيد من إيجابيات تغير الأسواق ، أم أنه عليها البقاء على حالها و مواردها الأساسية ؟ .
بدت المشكلة واضحة ، تسيطر كوداك على إمكانياتها التصنيعية في الأفلام و أوراق الطباعة وكيماويات التحميض و معالجة الصور ، لكن العصر الرقمي مختلف كلياً ، فهو يعتمد على التكنولوجيا . وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها كوداك أن تبحث عن المستقبل من وراء الأفلام
أعلنت الشركة في 2003 عن تغير استراتيجيتها لتتوسع الى العصر الرقمي من خلال أسواق المستهلكين و التجاريين و المنتجات الخاصة بالطب (أجهزة التصوير الشعاعي). كما وأنها حاولت دخول مجال الشاشات و الطباعات الحبرية لبناء مزايا تنافسية جديدة لها
السبب الرابع : التناقض بين التنافس و التعاون
كيف يجب أن تتعامل الشركات من المنافسين ؟ هناك وجهتا نظر متناقضتين ، الأولى تقول بوجوب أن تكون العلاقات معهم بالحد الأدنى وتحت شروط صارمة ، بينما الأخرى ترى ضرورة أهمية بناء علاقة مع المنافسين لتشجيعهم على قبول الإندماجات و الاستحواذات خاصة في حالة المنافسين الصغار . عندما تستحوذ شركة ما على منافس صغير فإنها تحصل على فرصة الدخول الى سوق جديد لم تكن تعطيه الاهتمام الكافي وكذلك تبني إمكانيات إنتاج وتكنولوجيا جديدة من خلال ما يقدمه هذا المنافس .
وقعت كوداك في هذا المأزق أيضاً حيث أنها قامت ببعض الاستحواذات لمحاولة لملمة الفشل الذي حل بها ، لكن كانت بالكاد تتعاون مع بعض المنافسين الصغار . كان على الشركة أن تحدد موقفها بدقة أكبر و تتجه نحو الاستحواذ والاندماج مع كافة المنافسين الذين يتيحون لها إمكانيات جديدة ، ( لاحظ كيف أن غوغل اسبوعياً تستحوذ على منافس صغير جداً يطور تقنية معينة ، هذا الاستحواذ يقدم منافع للطرفين ، غوغل تكسب تقنية جديدة بثمن رخيص نسبياً و تبعد منافس من الساحة قد يكبر لاحقاً ، و الشركة تكسب شرائها بسعر لم تكن تتوقعه من قبل وتبقى في إدارة مشروعها )
السبب الخامس : التناقض بين التوجه إلى العالم أم البقاء على المستوى المحلي
يغري الإنطلاق إلى العالم معظم الشركات مما يدفعها للتسرع إلى هذا المجال ، حتى تقع في مشكلة إختلاف الثقافات و نمط الزبائن وسلوكياتهم وعاداتهم الشرائية . وايضا يغري البقاء على المستوى المحلي الكثير من الشركات فهي تعرف أسواقها وزبائنها وتقنياتها ومنافسيها جيداً وتسيطر على حصة كبيرة ، فلم الإنطلاق نحو المجهول وراء دافع المزيد من الربحية ؟
إذن يمكن القول أن كوداك لم تتمكن من تحديد مستقبلها بشكل فعال ، وتعتبر مثال عن حالات فشل استراتيجية وقعت بها الشركات ، لم تتمكن من إدراك المستقبل الرقمي بسرعة ، وعندما تيقنت من هذا ، كانت ردة فعلها بطيئة للإستجابة للتغير المستمر .. هذا التغير كان أشبه بموجة مد عالية أطاحت بكوداك التقليدية .. للأسف كان بإمكان كوداك إستثمار مليارات الدولارات التي تجنيها من منتجاتها التقليدية وخاصة في المجال الطبي لأن تعيد هيكلة نفسها لتسيطر أيضاً على العصر الرقمي الجديد ايضاً .
الدروس المستفادة :
1- على كل الشركات التجاوب مع ( مأزق الإبتكار ) أو ( حل الإبتكار ) وتعني أن هناك أشياء قد تحدث ( ابتكارات جديدة مثلاً ) قد تطيح كلياً بأعظم شركة مهما بلغت ( كوداك حينها كان عمرها 100 عام )
2- لا ينبغي على الشركات البقاء على الجانب الآمن و عد المليارات التي تجنيها فقط .
3- على الشركات التفكير دوماً في أي صناعة تعمل هي الآن ، لأن منافسيها يقومون بذلك ، والصناعات تتغير أشكالها على مر الزمن . والمثال أن جونسون أند جونسون لم تكن تفكر بصناعة العدسات اللاصقة للعيون ، مع أنها تملك التقنية اللازمة .. وعندما فكرت من جديد بصناعتها بشكل صحيح رأت أن هذه الصناعة يجب أن تدخلها وهذا ما حصل فعلاً .
4- يجب أن يكون لدى الشركات فريق عمل مستقل مهمته تدمير الشركة من خلال إدخال منتجات جديدة!، أو إبتكار تكنولوجيا جديدة تؤدي إلى نسف التكنولوجيا الحالية التي تعمل بها.
5- يجب أن تشتري الشركات الكبرى شركات صغيرة تطور تكنولوجيا جديدة يمكن أن تفيدها في عملها الأساسي . ويجب الحذر هنا حيث إن إنتظرت الشركة إلى أن تدخل هذه التكنولوجيا حيز التنفيذ فإنه سيكون من المكلف جداً شرائها . والمثال واضح .. كان لدى ياهو ومايكروسوف فرصة شراء غوغل من قبل .. لاحظ ماذا تفعل بهم اليوم.
أخيراً، نأخذ عبرة من هذه القصة أن التطور والتغير الحاصل في البيئة الخارجية للشركة يستدعي حتماً التدخل و التصرف بشكل ما، وقد يكون هذا التغير فرصة جديدة أو يؤدي بك للإفلاس.

نبذة عن ازمة مصانع السيارات في امريكا والحل الذهبي هو اعلان الافلاس
ملف كامل عن افلاس الشركات .. وقصة أزمة صناعة السيارات في أمريكا
إن عملية الإفلاس ليست بالأمر السيئ، وإنما في الواقع ينبغي تأييدها، ذلك أنها تسمح للشركات باتخاذ قرارات صعبة لم يكن باستطاعتها قط القيام بها في الظروف العادية. ومن شأن إعلان الإفلاس إعطاء جنرال موتورز مثلاً وهي حديث الساعة حالياً , قدرة هائلة في مواجهة دائنيها ـ وربما، وهو الأهم، نقابة العمال المتحدين بمجال السيارات، التي تعد مستحقاتها المالية أحد الأسباب وراء فقدان جنرال موتورز قدرتها على المنافسة. علاوة على ذلك، فإن إعلان الإفلاس من شأنه توفير غطاء للشركة يمكنها من إغلاق مصانعها، وتخليص نفسها من العلامات التجارية غير المُربحة والتخلص من بعض التوكيلات. يذكر أنه بدون إعلان جنرال موتورز إفلاسها، ستكلفها قوانين الولاية مبالغ طائلة كي تتمكن من إغلاق هذه التوكيلات. لذا، فإن على الحكومة أن تجبر جنرال موتورز الآن على إعلان الإفلاس ـ حتى قبل أن يفكر صانعو السياسات بشأن ما إذا كان ينبغي على الشركة بالفعل اتخاذ هذه الخطوة. وكحافز، ستسمح الحكومة بمضي خطة الاندماج مع كرايسلر قدماً. جدير بالذكر أن الدعوات لإنقاذ كرايسلر تواجه هي الأخرى معارضة كبيرة، إلا أنه يتعين علينا النظر إلى الصناعة ككل. ولا داعي للقلق، فأسهم شركة سيربيرس لإدارة الأصول التي تملك كرايسلر متعثرة أيضا.
والمتوقع ان سارت الامر طبيعياً أن يؤدي هذا الاندماج إلى تقليص التكاليف بقدر يصل إلى 7 مليارات دولار. لكن هذا ليس الجزء الصعب، وإنما تتمثل القرارات الصعبة في أن كلتا الشركتين سيتعين عليهما التخلي عن الكثير من العلامات التجارية. فيما يخص جنرال موتورز، فإن العلامات التجارية الوحيدة التي تستحق الإبقاء عليها هي كاديلاك وشيفروليه وبويك. ورغم تضاؤل مبيعات بويك داخل الولايات المتحدة، فإنها تحقق مبيعات هائلة في الصين. ويعني ذلك أن ساترن وبونتياك وجي إم سي وساب سوف تختفي جميعاً. يذكر أن تقديرات البنك الألماني (دويتش بانك) تشير إلى أنه حال تقليص العلامات التجارية التي تنتجها جنرال موتورز من ثماني إلى ثلاث، سيتراجع المستوى الأساسي للتكاليف بمقدار 5 مليارات دولار سنوياً. وحال تمكن الشركة من إغلاق التوكيلات أيضاً، فإن ذلك سيوفر عليها 4 مليارات دولار أخرى. أما كرايسلر، فإنه في وضع أسوأ، ذلك أن العلامة التجارية الوحيدة التي تنتجها وتتمتع بقيمة حقيقية هي جيب. ومن الممكن دمج خط إنتاج شاحنات دودج رام التابع لها مع شفروليه، التي قد تستعين بأجزاء من عملية إنتاج جي إم سي. ومن الممكن كذلك دمج النشاط التجاري الخاص بكرايسلر بمجال إنتاج الشاحنات الصغيرة مع علامة تشيفي التجارية أيضا. وبصورة عامة، من الممكن أن يتم خفض أعداد إجمالي المصانع الـ35 التي تملكها جنرال موتورز وكرايسلر بمقدار النصف. ثم ننتقل إلى المستحقات المالية للعمال بمجال السيارات. في الوقت الحاضر، يعمل لدى جنرال موتورز قرابة 8 آلاف شخص لا يحضرون فعلياً إلى مقر العمل. أما من يحضرون إلى العمل، فيتقاضون أكثر من نظرائهم الذين يؤدون العمل ذاته داخل الولايات المتحدة لحساب شركات تصنيع سيارات أجنبية، مثل تويوتا، بما يتراوح بين 10 و20 دولارا في الساعة. وتشير الأرقام إلى أن العامل داخل جنرال موتورز، تقاضى خلال 2007 حوالي 70 دولاراً في الساعة، شاملة تكاليف رعاية صحية ومعاشات. ورغم أن هذه التكاليف بدأت في التراجع بصورة طفيفة نتيجة إعادة التفاوض حول الاتفاق مع نقابة العمال المتحدين بمجال السيارات العام السابق، فإن الانخفاض في التكاليف ليس كافياً بعد. وقد تم إيجاز جزء من المشكلة في بعض التعليقات كتلك التي أوردتها ديترويت فري برس على لسان كاندي أونيل، 39 عاماً، التي تعمل في تجميع السيارات داخل مصنع جنرال موتورز بمنطقة ليك أوريون في ولاية ميشيغان، حيث تشارك في تصنيع كل من تشيفي ماليبو وبونتياك جي6. قالت أونيل «أعتقد أننا قدمنا ما فيه الكفاية»، وذلك في إشارة إلى التخفيضات التي تم إقرارها في راتبها والأموال المخصصة لمعاشها. عندما تقرأ تصريحاً مثل هذا، قد تتعاطف معها، لكنك تدرك في الوقت ذاته أنه من المستحيل تحقيق أي تقدم بدون إشهار الإفلاس. من ناحية أخرى، نحن بحاجة لأن توافق هذه الشركات على تطبيق صارم وجاد لمعايير مستوى الانبعاثات المسموح بها لكل ميل تقطعه المركبة. وعلى هذه الشركات العمل على إنتاج سيارات أقل تلويثاً للبيئة. وربما نخسر مئات الآلاف من الوظائف داخل هذه الصناعة، لكن حال التحلي بالابتكار المناسب، بمقدورنا خلق ملايين فرص العمل الجديدة خلال السنوات العشر القادمة. وينبغي ألا يكون الهدف الحيلولة دون لجوء هذه الشركات لتطبيق الفصل الحادي عشر، وإنما من تنفيذ الفصل السابع ـ الذي يعني التصفية. ومع انغلاق سوق الديون بصورة شبه كاملة، تعتبر هذه هي اللحظة المناسبة لدخول الحكومة إلى السوق ومحاولة تقديم العون. أما القفز أمام القطار في هذه اللحظة، دون إقرار التغييرات الضرورية في الصناعة أولاً ـ والتي نعلم جميعاً أنه لا يمكن تنفيذها بدون تطبيق الفصل الحادي عشر ـ فسيكون تصرفا أحمق. على الحكومة أيضا دراسة استغلال بعض الأموال الموجهة إلى الصناعة المالية ليس في إنقاذ الشركات، وإنما في الإبقاء على الموظفين داخل منطقة ديترويت والمساعدة في تنمية صناعة جديدة. ورغم أن الكثير من الناس يشكون من دور الحكومة في النشاط التجاري والأسواق الحرة، من الصعب أن يشكو أحد من جهود ترمي لزيادة إمكانات العمل أمام القوة الوطنية العاملة.

ليست هناك تعليقات:

مفهوم القمع التسويقي وأثره على نجاح حملاتك التسويقية

  قدمت العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات في مجال التسويق الالكتروني وأعتمد دائما على ايصال فكرة القمع التسويقي ولاحظت ان اغلب ...